dimanche 4 septembre 2011

حكاية بنّوة صغرونة




هاذي حكاية بنّوة صغرونة
إسْمها ميمونة
لابسة روبة حمراء تحفونة
ديما في يدّها عروسة
تحبْ تطير كيما العصفورة
تجري من غيمة لغيمة
تشِدْ نجمة و تزيّنها في شعرها
تتشعبط في القمرة
تسْرق منها نورها و زينها
تتبسّم من قلبها
و خوصة الزّين تظهر على خدّيها
تذبّل عينيها و تقول:
ولّيت أزين منك !


ميمونة
تحِبْ تلعب تحت المطرْ
هي تفرحْ كي تصبْ المطرْ
تغافل أمّها و تخْرج مالدّار تغنّي
تُغطُسْ في الطّبعة بسْوِيقاتها
تشِدْ خيوط المطر بيديّاتها
الفرحة تتكلّم في عويناتها


ميمونة
تحِبْ تاخو مالوردة ريحتها
مالفراشة لونها و خِفّتْها
مالتّفاحة حموريّتْها بشْ تزيّن خُدّيها
مالحمامة بيوضيّة ريشها
مالغزالة قدّها و زينها


ميمونة
تحِبْ تجيها كيما سندريلا الجِنيّة
بعصاها السحريّة
تلبّسها أحسن روبة و تركبّها في كرّوسة
تهِزّها وين أميرها الصّغرون يستنى فيها
بحصانو الابيض يطير بيها
و في جزيرة الأحلام عرّس بيها
هي تحِبو و هو يحِبّها

ليلة من ليالي ديسمبر




المطر تجْبدْ
رعدْ
برقْ
الشّارع فارغ
لا قطاطسْ و لا فيران
الدّنيا باردة
الدنيا دحْسة
ليلة من ليالي ديسمبر


الزّوزْ راقدين
كل واحد على جرّاية
مطغطّي بفرّاشية
الكانون بحذاهم
الماء يقطّر مالسقفْ
راقدين
زعْمة فاشْ يحلمو ?


حسّ كرهْبة وقْفِتْ قدّام الدّار
حسّ تسْكير بيبان
حسّ توشْويشْ


"بسم اللّه المانع الستّار
شفمّا ? شفمّا ?
شكون ?
يا لطيف !"


دَزُّوا البابْ !
خلعوه!
حسّ ماعون تكسّر
......
بداوْ يقْربوا
......



شْفمّا ?
شكون?
الزّوز خايفين
هي تبكي جرات لحُضْنو
شَدّلها يدّها
هو....
مايعْرَفِشْ شنوة يِسْتنّى فيه !



شْكونهم ?
عبادْ !
خسارة فيهم كلمة عبادْ !
أربعة و لا خمسة
ما نعرفِشْ بالضّبطْ


دزّوها على الحيط
ضربوه بالصبّاط على وِجْهو
دمّْ
هي تعيّط و تبكي
هو ماهو فاهم شيْ



طَيْحوه في القاعة
سَبُّوه
ضَربوه
شعْرة لقتلوه
هو ساكت
كايّنو موشْ قاعَدْ يحِس!



" سَيْبولي وَلْدي ! سَيْبولي وَلْدي !
بِشْ تُقْتلوه !
يا ناس إجْريوْلي !
ضرْبوها بكفْ
طيْحوها
طاحِتْ على ظهرْها
ظهرْها إلّي تقَوّسْ مالخِدْمة في السّواني



لابْسين بالأكحِلْ
وجوهمم ملثْمّة
ما ترى كان عينيهم
كان الشّرْ في عينيهم
شكونهم ?
عبادْ!
خسارة فيهم كلمة عبادْ !



سبّوه
ضرْبوه
ضرْبوه
قريبْ لقَتْلوه
كرْكروه من ساقيه
خرجِتْ وراهم
حفيانة
تبكي و تصيح
المطر قوات
رعد
برق



" يا وْليدي وين بِشْ يهِزّوك ?
ياوْليدي آشْ عملت من عمْلة ?
سَيْبولي وِلْدي !
رَجعولي ولدي" !



"يامّي ما عملت شيْ
لا سرِقتْ
و لا خطفِت
و لا قتلتْ
ما تِبْكيشْ يامّي
دموعكْ غالية
ما توَرِهُمِشْ دموعِكْ
ما تِبكيشْ"



"يا وْليدي لشْكونْ خلّيتني ?
لا أهل و لا مّالي !
إنتِ نوّارة عيني
ماعندي حَدْ غيركْ
سَيْبولي وِلْدي ! رَجعولي ولدي" !



"يامّي وِلْدِكْ راجِلْ
ما تِبكيشْ علِيّا
ما تْخافِشْ عليّا
أتَوْ نرْجَعْ
أتَوْ نرْجَعْ
كان مَرْجعتشْ ..... "



"لا لا لا
سَيْبولي وِلْدي !
رَجعولي ولد
ي
لوينْ بِشْ تهزّوه ?
آشْ حاشْتكمْ بيه?
وليدي ملايْكة
راكم غالطين فيه
رَجعولي ولدي !
نحِبْ ولدي !
ماعنْدي كان هو !
حرام عليكم
عِرْسو الجمعة الجاية
مازال كي شَدْ خِدمة!
حرام عليكم
رَجعولي ولدي !"

دزّوه
ركّبوه في كرهبة
دزّوها
طاحت في الماء
المطر تصُبْ
برق
رعدْ



تجري
تجري
تصيح
تبكي
تطيح
تقوم
تجري
الكرهبة بِعدِتْ ....



المطرتصٌب
برق
رعد
ليلة من ليالي ديسمبر








vendredi 2 septembre 2011

Lettre à Monsieur le Président


Monsieur le Président,
Je meurs de faim
Mon père meut de faim
Ma mère meurt de faim
Depuis ma naissance
je combattais la faim
avec un morceau de pain
Le Pain est le délice de mon enfance
de ma jeunesse
de ma Vie !
La Faim
Un ennemi invisible
Je ne veux pas un repas luxueux
je veux du Pain
Avez- Vous déjà eu Faim ?

Monsieur le Président
je suis un malheureux en Haillons
J'ai une seule chemise
un pantalon et de vieux souliers
Je marche , je cours, je saute
Pour combattre le froid
Le froid! Glacial,rigoureux,mortel
Cette bête féroce mord mon corps
Avez-Vous déjà eu Froid ?

Monsieur le Président
Je suis sans abri
Les rues ? Une longue histoire D'amour
Je dors en regardant le ciel
sous les ponts
sur un banc
sous un arbre
Par terre !
Ma chambre ? Mon Lit ?
Des Voeux ....
Je ne veux ni un château ni un chalet
je veux un Toit
Pouvez-Vous me prêter votre couverture?

Monsieur le Président,
Quand j'étais en prison
On m'a volé ma femme
Elle était enceinte
Est-elle encore vivante ?
Où demeurait-elle?
Votre Femme,
Avez -Vous pensé à son cadeau d'anniversaire ?

Monsieur le Président,
Pauvreté, Misère, Détresse infinie
Je pleure ma Vie
ô ma Vie !
Mon Passé? des souvenirs amers
Mon présent? Un calvaire
Mon avenir? Un cauchemar
Avez-vous vérifié Votre Compte bancaire ?

Monsieur le Président,
Marre de Votre longs discours
Marre de vos Promesses
Des Paroles dans l'air !
Marre de Votre indifférence
Pouvez -Vous Quitter le Pays ?
Monsieur le Président

jeudi 1 septembre 2011

يوميّات شاب تونسي


الجزء الاوّل




الساعة تشير الى الثانية صباحا. سكون يخيم على شارع الحبيب بورقيبة الذي كان منذ ساعات ينبض بالحياة فلا يسمع الا ضجيج السيارات و صفارة شرطي المرور التي اختلطت بأصوات المارة و هتافات الباعة المتجولين.

ارتدى الشارع ثوب الليل الحالك و عم الهدؤء كامل أرجائه و بقيت بعض القطط تجول باحثة في القمامة عن بقايا طعام تسدّ به رمق جوعها.
وقف عبد الله فجأة بعد أن كان يحثّ خطاه ليعود الى المنزل. أراد أن لا يضيّع فرصة الاستمتاع بجمال "تونس" في الليل. جمال مختلف عن جمالها في النهار, جمال هادئ يداعب نفس كل من يحمل في قلبه حب ترابها و شغف هوائها.
هي عروس نائمة حالمة تحت نجوم سمائها التي زادتها بريقا و رونقا.
قال لها بصوت العاشق المتيم بحب عشيقته: أحبّك حتى التّعب !

<< كيف تنامين يا تونس و فيك من لا يعرف طعم النّوم? كيف تنامين و أمّ الشهيد لم تنم بعد ? كيف تنامين و دعمة المظلوم لم تجفّ بعد ? كيف تنامين و صرخة المقهور لم تتلاش بعد ? كيف تنامين و عيون المهمومين لم يُغمض لها جفن . كيف تنامين ? ألا تسمعين يكاء الأرامل و نحيب اليتامى ? هل خدّرتك رائحة دماء الشّهداء? >>

نظر حوله فلم ير سوى رجل افترش الارض و التحف السّماء و استسلم لنوم عميق و رجل آخر يمشي وحيدا،حافي القدمين،عاري الصّدر،يدخّن سجارته....
استوقفه منظر الرجلين و تمنى لو أنّه أحضر دفتره ليكتب الكلمات التي تسلّلت الى ذهنه إثر رؤية هذين الرجلين;غريبين في زمن غريب و عالم حقير نصفه جائع و نصفه الآخر مصاب بالتخمة!
ليس من الضروري ان يكون للفرد سرير فاخر و لحاف من حرير لينام نوما هنيئا تعانق فيه روحه أجمل الأحلام الوردية . فالأحلام لا تفرّق بين من ينام على سرير و من ينام علي التراب !

فجأة سمع صدى أصوات ! صدى صراخ! صدى غضب ! صدى كلمة هتفت بها آلاف الحناجير ! صدى بيت شعري تكرّر عديد المرات!
ذكّر ذلك اليوم ! يوم عانق هذا الشّارع كل من وقف فيه ! يوم إهتزّ هذا الشّارع اهتزاز البركان الخامد ! يوم رقص أشجاره و عصافيره علي نغمات النشيد الوطني ! يوم صرخ مع الرّجال و بكى مع الاحرار و غنّى مع الأبطال!
تذكّر...تذكّر...بكى
سمعه الشارع فشاركه بكاءه
قال له:
أين أنتم ? لماذا لم تعودوا ?
مازلت في إنتظاركم
لن أملّ
سأسقي أملي في عودتكم كل يوم
إشتقت إليكم ....إشتقت الى أقدامكم ...إشتقت الى حبّات العرق التي تتساقط من جباهكم ...إشتقت إلى أصواتكم و صراخكم ... !
لا تتركوني وحيدا , كئيبا, يمشي فوقي الجبناء !
عودوا !
سأفتح لكم ضراعيّ و أغمركم بعطفي و حناني
مازلت في إنتظاركم !
عل سيطول إنتظاري ?

ودّع عبد اللّه الشارع بنظرات ملؤها الأسى و الحسرة و بكلمة: "سنعود"
حلّقت هذه الكلمة و امتزجت بنسائم الليل فتعطّر فجأة الجوّ و تحرّكت أوراق الأشجار كأنها تعبّر عن فرحتها !


هوى على فراشه،خائر القوى،أعاد شريط يومه،لم تعجبه بعض أفعاله و لكّنه استحسن البعض منها . رتّب أحلامه، سقاها بقطرات الامل و زيناها بحلي اليقين و الصبر .

< سقطت ورقة من اوراق عمري، لن تعود هذه الورقة ! فيا ربّي اكتب لي يوما آخر فمازلت لم أحقّق ما أريد تحقيقه و لا أريد أن أموت و بلادي على هذه الحال،،،، >